22

هل يمكن علاج تسوس الأسنان دون زيارة الطبيب؟

12-11-2023

7207

هل يمكن علاج تسوس الأسنان دون زيارة الطبيب؟


وإن اختلفت الآراء بين الجلوس على كرسي طبيب الأسنان أم تطبيق الوصفات المنزلية في علاج تسوس الأسنان، يبقى الهدف الأساسي هو التخلص من هذه النقاط السوداء التي تمتد لتفسد ابتسامتك. تعرف إلى طريق الرحلة العلاجية الأمثل معنا اليوم.

علاج تسوس الأسنان

تسوس الأسنان مشكلة شائعة لدى الكبار والصغار قد تؤدي إلى مضاعفات شديدة إذا لم تُعالج، إذ أنها حالة يتعرض فيها سطح السن للضرر نتيجة مهاجمة الأحماض في الفم للبكتيريا المتراكمة.

إن تسوس الأسنان هو عملية تدريجية تحدث على عدة مراحل، إذ يبدأ الأمر بتلف طبقة المينا الخارجية في المرحلة البدئية، ومن ثم تَحلل هذه الطبقة، وصولاً إلى تحلل وتلف اللب وتكوّن الخراجات السنيّة.

تتطلب كل مرحلة نهج مختلف في العلاج، بدءًا من التدابير الوقائية البسيطة حتى التدخلات الطبية المهنية، ولكن الخبر السار هو أن علاج تسوس الأسنان فعّال في الحفاظ على السن إذا لم يؤجِّل المريض الذهاب للطبيب لمراحل متقدمة.

تُعد الفحوصات الدورية لدى طبيب الأسنان حاسمة للكشف المبكر والوقاية من تسوس الأسنان. يجب على البالغين تحديد موعد فحص دوري على الأقل مرة كل ستة أشهر، في حين قد يحتاج الأطفال إلى زيارات أكثر تواترًا حسب احتياجاتهم الخاصة. خلال هذه الفحوصات، سيفحص طبيب الأسنان أسنانك ولثتك بدقة، ويقوم بتنظيف مهني، ويعالج أي مشكلات محتملة قبل تطورها.

لنتعرف ماذا يمكن أن يفعل الطبيب في حالات التسوس التي يقابلها يومياً في عيادته.

كيفية إزالة التسوس من الأسنان عند الطبيب؟

يعتمد الطبيب في عملية إزالة التسوس من الأسنان على إجراءات دقيقة في عيادته، ويتضمن الإجراء العام الذي يتبعه الأطباء عدة خطوات، إذ قد يبدأ بتطبيق مخدر موضعي حول السن المتأثر لتخدير المنطقة وتجنب الإحساس بالألم في أثناء الإزالة.

بعد التخدير، يقوم الطبيب باستخدام مثقاب صغير لإزالة الجزء المصاب بالتسوس من السن، تُحفر المنطقة المتضررة بشكل تدريجي وتُزال الأنسجة المتأثرة بالتسوس.

وانطلاقاً من هذه المرحلة يبدأ بالعلاجات حسب كل حالة على حدة، ومدى الضرر الحاصل في السن. لنتعرف إلى أهم هذه الطرق.

علاجات الفلورايد للأسنان

في المراحل الأولية من تسوس الأسنان، يمكن أن تكون علاجات الفلورايد فعّالة للغاية في منع تقدم التسوس وتعزيز إصلاح المينا، إن الفلورايد هو معدن يساعد في تقوية المينا وحمايتها من تآكل الحمض. كما يعيق نمو البكتيريا ويمنع تكوين البلاك المسبب للتسوس والنخر.

يمكن تطبيق علاجات الفلورايد عن طريق طبيب الأسنان في شكل رغوة أو هلام عالي التركيز يوضع في قالب سيليكون يُلامس الأسنان لبضع دقائق أو يُطبق بواسطة فرشاة بعملية تسمى طلاء أو ورنيش الفلورايد (Fluoride Varnish)؛ مما يسمح للفلورايد باختراق المينا وعكس علامات التسوس في المراحل الأولى. 

يجب على المريض عدم تناول أو شرب أي شيء وتجنب التدخين مدة 30 دقيقة بعد الإجراء.

قد ينصح الطبيب بتطبيق جل أو معاجين ومضامض تُطبق مباشرة على السن المتضرر في المنزل، يمكن أن تقلل علاجات الفلورايد المنتظمة، جنبًا إلى جنب مع العناية الفم السليمة، من خطر تسوس الأسنان بشكل كبير.

يوصي الأطباء بتطبيق علاج الفلورايد للأطفال والمراهقين؛ لأنه يساعد بشكل كبير على منع تسوس الأسنان خلال السنوات التكوينية في حياتهم، كما توصي جمعية طب الأسنان الأمريكية باستخدام  جلسات ورنيش الفلورايد للأطفال دون سن 6 سنوات.

حشوات الأسنان

عندما تتشكل تجاويف في المينا دون التأثير على اللب الداخلي للسن، تعد حشوات الأسنان هي الخيار الأكثر شيوعًا للعلاج، إذ يملأ التجويف الحاصل بمواد حشو مناسبة، وتعمل هذه المواد كبديل للمينا الطبيعية لتعيد وظيفة السن ومظهره.

تتوفر أنواع مختلفة من حشوات الأسنان، بما في ذلك حشوات الفضة (الأملغم)، وحشوات اللون الطبيعي، مثل الراتنج والسيراميك والحشوات الداخلية أو الخارجية المصنوعة من مواد متينة، مثل الذهب. 

يعتمد اختيار مواد الحشو على عوامل مختلفة، مثل موقع ونطاق التسوس، وتفضيلات التجميل، والتكلفة المادية. سيقوم طبيب الأسنان بتوجيهك لاختيار الخيار الأكثر ملاءمة لحالتك الخاصة.

تيجان الأسنان

في الحالات التي تصبح فيها حالة التسوس السني في مرحلة أكثر تقدمًا والتجاويف تصبح عميقة، قد يلجأ الطبيب إلى وضع تاج الأسنان، وهو هيكل يشبه الغطاء يوضع فوق السن المتبقي بعد إزالة الجزء المتضرر. يعيد تاج الأسنان الشكل والقوة والوظيفة للسن بينما يوفر مظهرًا جماليًا.

تُصنع تيجان الأسنان من مواد متنوعة، بما في ذلك البورسلين، والسيراميك، والذهب، أو الزجاج. يعتمد اختيار المواد على عوامل مثل موقع السن، ودرجة التلف، وتفضيلات المريض. 

علاج قنوات الجذور

يكون علاج قناة الجذر ضروريًا عندما يصبح اللب الداخلي للسن، الذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية مصابًا أو تالفًا. يمكن أن يحدث ذلك عندما يتقدم تسوس الأسنان إلى الحد الذي يصل إلى اللب، مما يسبب ألمًا شديدًا وحساسية.

خلال إجراء عملية قناة الجذر، يُزال اللب المصاب، ومن ثم تُنظف وتُعقم المنطقة بشكل جيد وقد تُحقن بمادة مضادة للبكتيريا، بعد ذلك تملأ المسافة التي تركها اللب بمادة شبيهة بالمطاط، وأخيرًا، يوضع تاج فوق السن المُعالج لاستعادة قوته ووظيفته.

غالبًا ما يكون علاج قناة الجذر هو الحل الأخير لإنقاذ السن من الخلع. إنه إجراء ناجح للغاية يمكن أن يخفف من الألم ويمنع انتشار العدوى إلى الأسنان الأخرى والأنسجة المحيطة.

خلع السن

في الحالات التي يكون فيها تسوس الأسنان شديداً ولا يمكن إنقاذ السن، غالباً ما يكون إزالة السن أمراً ضروريًا. يتضمن ذلك تطبيق التخدير الموضعي لضمان إجراء سلس غير مؤلم، ومن ثم خلع السن من الجذور.

بعد الخلع، قد يوصي طبيب الأسنان بخيارات مختلفة لاستبدال السن المفقود، مثل زراعة الأسنان، وجسور الأسنان، أو البدائل الجزئية. تساعد هذه الخيارات العلاجية في الحفاظ على توازن الأسنان المتبقية واستعادة وظيفتها وجمالها.

لا يمكن أن يحدد الشخص وحده الطريقة الأنسب لعلاج تسوس الأسنان إلا عند زيارة الطبيب المختص لتحديد مدى انتشار التسوس ووصوله إلى جذور السن، ولكن قد تساهم بعض الطرق العلاجية التي تطبق في المنزل في التخفيف من الألم أو منع تراكم البكتيريا والوقاية من التسوس في المجمل.

لنتعرف إلى أبرز هذه الطرق.

طرق علاج تسوس الأسنان في المنزل

هناك بعض وسائل العلاج في المنزل التي قد تساعد في تجنب أو تخفيف المراحل المبكرة من تسوس الأسنان، والتي تشمل:

المضمضة بالزيت، مثل: زيت جوز الهند أو زيت السمسم بالشكل النقي المعصور على البارد، ولمدة 15-20 دقيقة، ثم التخلص منه وبصقه، إذ أثبتت بعض الدراسات أن المضمضة بالزيت تقلل من عدد البكتيريا في الفم ومن تكوين طبقة البلاك، مما قد يمنع تسوس الأسنان على المدى الطويل. هناك حاجة لمزيد من الأبحاث حول فوائد المضمضة بالزيت.

شطف الفم بالماء المملح: يمكن أن يساعد شطف الفم بمزيج من الماء الدافئ والملح في تقليل الالتهاب وقتل البكتيريا. يُذاب نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب من الماء الدافئ ويتم شطف الفم بعناية.

وسائل علاجية عشبية: بعض الأعشاب مثل النيم والقرنفل والعرقسوس لها خصائص مضادة للبكتيريا وقد تساعد في مكافحة تسوس الأسنان. مضغ فروع النيم أو وضع زيت القرنفل على السن المتأثرة قد يوفر تسكيناً مؤقتاً للألم أيضاً. 

من المهم أن نلاحظ أنه في حين قد تقدم وسائل العلاج في المنزل إغاثة مؤقتة أو تساعد في الحفاظ على الصحة الفموية، إلا أنها لا تُعد بديلاً للعناية الطبية الاحترافية. إذا كنت تشعر بأن لديك تسوس الأسنان أو أي ألم سني غير مبرر، فإنه دائمًا من الأفضل التشاور مع طبيب الأسنان المحترف للتشخيص والعلاج السليم.

 

في ختام هذه الرحلة في عالم علاج تسوس الأسنان، نشد على أيديكم بضرورة الاستفادة من التوازن الذي يمكن تحقيقه بين العناية المهنية والوسائل المنزلية. يظل اللجوء إلى طبيب الأسنان ذو الخبرة أمرًا أساسيًا للكشف المبكر والعلاج الفعّال. لا يمكن إنكار أهمية المبادئ الأساسية للعناية بالأسنان، سواء كان ذلك من خلال النظافة اليومية الجيدة أو الغذاء الصحي وهذا ما سنتعرف إليه في مقالات أخرى بالتفصيل.